الصمت ليس فقط غياب الكلام، بل هو حضور قوي للفكر والوعي. كثيرًا ما يكون الصمت أبلغ من آلاف الكلمات، فهو يُعبّر عن عمق، واتزان، وقوة داخلية لا تُقاس بالضجيج. في لحظات التوتر، يكون الصمت هو درع الحكمة، وفي أوقات الحزن، قد يكون الصمت حضنًا دافئًا لا تواسيه الكلمات.

كم من علاقات أنقذها الصمت، وكم من جدالات اشتعلت فقط لأننا لم نختر أن نصمت! فالصمت ليس ضعفًا، بل هو فنٌ يتقنه الأذكياء، وملاذٌ للنفوس الناضجة التي تُدرك أن ليس كل ما يُعرف يُقال.

وفي زمن تعج فيه الأصوات، يصبح الصمت وسيلة للنجاة. نجاة من فوضى الرأي، وراحة من صخب العالم. الصمت يمنحنا فرصة لنفهم أنفسنا، لنفكر قبل أن نتكلم، ولنعطي للكلمات قيمتها التي تستحق.

فلنحترم الصمت… ففيه دروس لا تُقال، وشفاء لا يُشرح، وجمال لا يُرى إلا بالقلب.